Admin Admin المدير العام
عدد الرسائل : 475 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب بكلية الطب البشرى تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: دموع العيد...وبأي حال عدت يا عيد..... الجمعة أكتوبر 10, 2008 4:43 pm | |
| نهضت باكرا تحت صوت ترتيل القرآن من المسجد المجاور لمنزلنا ...لما هذا التجويد في هذا الوقت المبكر؟ آه تذكرت اليوم يوم العيد..توضأت ولبست ملابسا أنيقة تليق بهذا اليوم السعيد وتوجهت نحو المسجد لأداء صلاة العيد...كان الجو جميلا وما زاده جمالا براءة الأطفال وهم يلعبون ويمرحون فكنت أحسدهم على هذه السعادة التي فقدتها منذ زمن بعيد منذ زمن الطفولة...كنت أسير في الطريق والأطفال يحيونني بكل أدب..صباح الخير يا عمي عيدك مبارك...فأرد التحية مع ابتسامة عريضة تليق ببراءة طفل صغير
وصلت المسجد وجلست في الصف الثالث وبدأت أسمع لخطبة الإمام التي تمحورت حول الأخوة وصلة الأرحام والتآخي بين المسلمين والتصالح بين المتخاصمين...لقد كنت أستمع وأنا أفكر ..كم من عام مضى لم أرى أقاربي في المنطقة الفلانية كم من الناس لم أكلمهم منذ أمد بعيد..حقيقة نحن مقصرون في واجباتنا نحو الله تعالى...فعزمت على زيارة كل من يقرب إلي بصلة رحم وأن أتسامح مع كل من خاصمتهم..كل من لي معه عداوة سأصالحه ..فهذا يوم العيد وهو فرصة لحل كل الخصومات
انتهينا من صلاة العيد وبدأ كل من في المسجد يقبلون بعضهم بعضا..توجهت نحو البيت كنت أسلم على كل من أصادفه في طريقي حتى وصلت إلى البيت ..وبدأت أزور كل جيراني للمغافرة عليهم وتفقد أحوالهم
وبعد أن أكملت واجبي نحو الجيران ركبت سيارتي وتوجهت نحو القرية حيث أهلي وأبناء عمومتي لقد مضى وقت طويل لم أرهم فيه..توجهت حيث بيت جدي تفقدت أحواله ثم بدأت أطوف على أعمامي وأبناء قريتي وأصدقائي القدامى..وكم كان اللقاء مع الأصدقاء مؤثرا دمعت فيه العيون والتقت فيه القلوب بعد فراق طويل
وفي الأخير قررت زيارة بيت صديقي محسن يا ترى كيف سيكون البيت من دونك يا صغيري...هل رحلت حقا أم كان ذاك اليوم كابوسا قد مضى...لم أشعر إلا ودموعي تنهمر على وجهي ...وفي الأخير قررت الذهاب هناك...حيث لم أكن أريد الذهاب...أخاف أن يكون كابوس ذلك اليوم حقيقة ..أخاف أن لا أجد صديقي محسن...وفي الأخير قررت الذهاب إلى هناك حيث كان قلبي يتشوق للذهاب إلى ذلك المكان..حيث كنت أحس بالسعادة...ولكن هل سيكون ذلك المكان سعيدا بدونك يا محسن؟..هل سأضحك مثلما كنت في الأعياد السابقة
اشتريت علبة الشيكولاطة التي كنت أشتريها لمحسن كلما ذهبت في يوم عيد وصلت المنزل...لم يستقبلني أحد...كان محسن يجلس فوق تلك التلة ينتظرني...ولكن لا أحد كان فانتظاري ذلك اليوم...كان البيت يغرق قي حزن عميق بعد أن كنت تملؤه سعادة ومرحا..ليتني لم أشهد ذلك اليوم...يوم ذلك الحادث المشؤوم حين غادرتنا إلى الأبد ..حين رحلت إلى ربك ..هاهو العيد قد عاد ولكن بأي حال عدت يا عيد
دخلت البيت أحمل علبة الشيكولاطة ...ولكن لمن هذه الشيكولاطة..محسن الطفل الصغير غادر الدنيا فلمن أهديها..من سيفرح بها مثلما كنت تفرح يا صغيري...
ما إن دخلت البيت وشاهدت أم محسن علبة الشيكولاطة حتى انفجرت عيناها بالدموع وهي تقول: لمن هذه يا رفيق لقد رحل الذي كنت تهديها له..رحل بدون رجعة..رحل إلى الأبد...نعم هذا ما كنت أنتظره ..ذلك لم يكن كابوسا لقد كان حقيقة..سالت دموعي مثل أمطار غزيرة...فرح العيد استقبلناه بالعبرات بدموع الألم...وضعت علبة الشيكولاطة على الطاولة وركبت سيارتي وتوجهت نحو البيت ..لا أحد ودعني ..لا أحد كان يرافقني ...لحضات صعبة في دقائق بعد أن كانت تمر ساعات حلوة في ثواني برفقتك يا صغيري...لقد تركت علبة الشيكولاطة فوق الطاولة آملا أن تأتي لتأخذها..آملا أن تكون هذه الحقيقة ما هي إلا كابوس سينقشع مع انقشاع الظلام.... | |
|